أرشيف

Archive for 28 جوان, 2020

صبغة الميلانين melanin

الميلانين مادة بروتينية تفرز من قبل الخلايا الطلائية (الميلانية) في الجلد وبصيلات الشعر عند الانسان.

عندما تتعرض الخلايا الطلائية (الجلد) للأشعة فوق البنفسجية (الشمس) يتم انتاج الميلانين عن طريق أكسدة الحامض الأميني Tyrosine ثم تليها عملية البلمرة مما يسبب اسمرار الجلد بشكل واضح.
وتعتبر هذه الصبغة المادة المتحكمة في لون البشرة، فعند زيادة افراز الميلانين يحدث اسمرار للبشرة، وعند قلتة يحدث بياض في البشرة، وعند انعدامه يسمى الشخص (أمهق) ويكون ابيض تماما.
من فوائد صبغة الميلانين تعتبر ممتص فعال للضوء قادرة على تبديد أكثر من 99.9% من الأشعة فوق البنفسجية الممتصة وبذلك هي من أكبر المواد الواقية من الحرارة الشمس، فكلما كان لون الجلد أفتح كانت قدرته على الحماية والمقامة أقل وأكثر عرضة للأصابة بمرض سرطان الجلد و أشد تأثيرا بالحروق.


أنواع صبغة الميلانين :
🔴 Pheomelanin
يضيف الفيوميلانين اللون الوردي وقد يميل الى الاحمرار، وهذا يعتد على التركيز حيث يتركز في الشفاه والحلمات وحشفة القضيب والمهبل.


🔳 Eumelanin
الاكثر وفرة في البشر وهو نوعان البني والاسود/
البني كمية صغيرة منه في غياب الاصباغ الاخرى تسبب اللون الاصفر (الاشقر) للشعر.
الاسود كمية صغيرة منه في غياب الاصباغ الاخرى تسبب اللون الرمادي (الشيب) للشعر.
⭕️ Trichochromes
تتواجد في بعض من الشعر البشري الاحمر.
🔶 Neuromelanin
ينتج في فئات معينة من الخلايا العصبية في الدماغ.

التصنيفات :السجل الوراثي

طغيان الاستثناء.

طغيان الاستثناء.

“يتمتع أكثر الناس بسوية متوسطة في معظم الأشياء التي يفعلونها. وحتى اذا كنت استثنائياً في أمر من الأمور، فمن المحتمل تماماً أن تكون شخصاً عادياً أو حتى أقل من عادي في معظم الأمور الاخرى.
هذه هي طبيعة الحياة. حتى تكون عظيماً حقاً في أمر من الأمور، لا بد لك من تكريس الكثير الكثير من الوقت والطاقة من أجل هذا الأمر. وبما أن لدينا وقت محدود وطاقة محدودة، فإن قلة صغيرة منا تتمكن من أن تصير استثنائية حقاً في أكثر من أمر واحد، هذا إذا استطاعت أن تكون استثنائية أصلاً.

في هذه الحالة، يمكننا القول إن من غير المحتمل أبداً، من الناحية الإحصائية، أن يكون شخص من الأشخاص صاحب أداء فائق في مجالات الحياة كلها، أو حتى في عدد كبير من مجالات الحياة. غالباً ما يكون رجال الأعمال اللامعون فاشلين تماماً في حياتهم الشخصية. وغالباً ما يكون الرياضيون المتميزون أشخاصاً بليدين ذوي تفكير ضحل كأن الواحد منهم صخرة كبيرة من غير عقل. وهناك الكثير الكثير من المشاهير الذين من المحتمل تماماً أن يكونوا معدومي الخبرة في الحياة مثلهم مثل الناس الذين يحدقون بهم تحديقاً أبله ويقلّدون كل حركة من حركاتهم.

نحن جميعاً، أو الأغلبية العظمى منا، بشر متوسطون عاديون. لكن الحالات الحديّة هي التي تحظى بالشهرة كلها. ونحن نعرف هذا على نحو ما، لكننا لا نفكر فيه ولا نتحدث عنه إلا نادراً؛ كما أننا لا نناقش أبداً النواحي التي يمكن أن تجعل هذا الأمر مشكلة.

إن وجود الانترنت وغوغل وفيسبوك ويوتيوب، إضافة الى إمكانية الوصول إلى أكثر من خمسمئة قناة تلفزيونية أمر رائع حقاً. لكن انتباهنا محدود. وليست لدينا طريقة تسمح لنا بمعالجة هذه الأمواج الهائلة من المعلومات التي تجتاحنا على نحو مستمر. من هنا، فإن “وحدات المعلومات” التي تفلح في لفت انتباهنا هي الوحدات الاستثنائية حقاً… وهذا لا يتجاوز نسبة واحد من مئة ألف.

طيلة اليوم، وفي كل يوم، تأتينا كميات ضخمة من تلك الأشياء الاستثنائية حقاً. يأتينا أفضل الأفضل! ويأتينا أسوأ الأسوأ! تأتينا أكبر الانجازات الرياضية، وأقوى النكات، وأكثر الأخبار إزعاجاً، وأكثر الأخطار هولاً… يأتينا هذا كله من غير توقف أبداً.

تمتلئ حياتنا اليومية بمعلومات آتية من الحدّين الأقصيين من مجال التجربة البشرية الواسع لأن هذا ما يلفت الأنظار في مجال الإعلام، ولأن ما يلفت الأنظار يدرّ مالاً. هذه هي حقيقة الأمر. لكن النسبة الكبرى من الحياة الحقيقية استثنائية بأي معنى من المعاني؛ بل هي عادية تماماً.

لقد أدى هذا الفيض من المعلومات الحدية المتطرفة إلى إعادة صياغتنا على نحو يجعلنا نظن أن الاستثناء هو الناظم الجديد للأشياء.

ولأننا كلنا بشر عاديون معظم الوقت، فإن فيضان المعلومات الاستثنائية يدفع بنا إلى الشعور بقدر كبير من القنوط وقلة الأمان لأن الواضح أننا (على نحو ما) لسنا مثل أولئك الناس، لسنا جديين بما فيه الكفاية!
وهكذا فإننا نحسن، أكثر فأكثر، بحاجة الى التعويض عن ذلك كله من خلال الشعور الزائد بالاستحقاق، ومن خلال الإدمان. إننا نتلاءم مع تلك الحالة باستخدام الطريقة الوحيدة التي نعرف كيفية استخدامها إما من خلال تضخيم الذات، أو من خلال تضخيم الآخرين.

يفعل بعض الناس هذا عن طريق “طبخ” خطط عجيبة للإثراء سريعاً. ويفعله آخرون من خلال الارتحال في العالم لإنقاذ الأطفال الذين يتضورون جوعاً في أفريقيا، ويفعل غيرهم ذلك عن طريق التفوق في المدرسة والفوز بالجوائز كلها. ويفعل غيرهم هذا طريق إطلاق النار على إحدى المدارس. ويفعل غيرهم هذا من خلال محاولة ممارسة الجنس مع كل ما يتكلم ويتنفس!

هذا كل تعبير فاقع عن تنامي ثقافة الشعور الزائد بالاستحقاق التي تحدثت عنها آنفاً. غالباً ما تُلقى لائمة هذا التحول الثقافي على الجيل الذي بلغ سن النضج مع بداية الألفية الثالثة، لكن السبب في هذا قد يكون أن هذا الجيل هو الأكثر تواصلاً والأكثر وضوحاً للأنظار .
والحقيقة أن الميل في اتجاه الشعور الزائد بالاستحقاق واضح في قطاعات المجتمع كلها. وأظنه على صلة وثيقة بالنزوع إلى كل ما هو استثنائي، ذلك النزوع الذي تسوقنا إليه وسائل الإعلام الجماهيري.

المشكلة هي أن الانتشار الواسع لتكنولوجيا الاتصالات وللتسويق الجماهيري يدمر نظرة كثير من الناس الى انفسهم. إن هذا الإغراق بكل ما هو استثنائي يجعل الناس يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم ويجعلهم بحسون حاجة شديدة إلى أن يكونوا أكثر تميزاً، وأكثر رادیکالية، وأكثر تأكيداً لذواتهم حتى يصيروا أشخاصاً بارزين، أو حتى يصيروا أشخاصاً لهم أهمية ما أو تمیز ما، مهما تكن تلك الأهمية ومهما يكن ذلك التميز.

يفاقم هذا التيار المستمر من الإعلام غير الواقعي إحساسنا الموجود بقلة الأمان من خلال زيادة احتكاكنا بالمعايير غير الواقعية التي نعجز عن مسايرتها. فنحن لا نشعر أننا معرضون لمشكلات غير قابلة للحل فحسب، بل نرى أنفسنا فاشلين أيضا لأن نتائج بحث بسيط على غوغل تجعلنا نرى آلاف الأشخاص الذين ليست لديهم مشکلات مثل مشكلاتنا.

تحل التكنولوجيا المشكلات الاقتصادية القديمة من خلال منحنا مشکلات نفسية جديدة. ولا يقدم إلينا الإنترنت المعلومات ذات المصادر المفتوحة فحسب، بل يقدم إلينا أيضا إحساسا “مفتوح المصادر” بقلة الأمان والشك في الذات والشعور بالخجل منها.

لكن، إذا لم أكن خاصاً أو استثنائياً، فما الغاية؟

لقد صار جزءاً مقبولاً من ثقافتنا اليوم أن نؤمن بأن من المقدَّر النا جميعاً أن نفعل شيئاً استثنائياً حقاً. هذا ما يقوله المشاهير . وهذا ما يقوله كبار أقطاب الأعمال. وهذا ما يقوله السياسيون. بل إن أوبرا وينفري تقوله أيضاً (يعني أن هذا صحيح بالتأكيد!). يمكن لكل واحد منا أن يكون استثنائيا متفوقاً. ونحن نستحق العظمة، جميعنا.

وأما حقيقة أن هذه الفكرة تحمل تناقضاً ذاتياً واضحاً كفيلاً بهدمها في نهاية المطاف، إذا كان كل شخص استثنائياً، فلا أحد استثنائياً، بالتعريف)، فلا ينتبه إليها معظم الناس. وبدلاً من التساؤل عما نستحقه فعلاً، أو عما لا نستحقه، فإننا نبتلع تلك الرسالة، ثم نطلب المزيد. وقد صار كون المرء “عادياً”، أو “متوسطاً” المعيار الجديد للفشل. أسوأ ما يمكنك تحقيقه هو أن تكون في وسط القطيع، في وسط المجال الإحصائي! فعندما يصير معيار ثقافة النجاح أن “تكون استثنائياً”، يصير من الأفضل أن تكون عند النهاية السفلى للمنحنى البياني بدلاً من أن تكون في منتصفه لأنك تظل “خاصاً” في تلك الحالة، وتستلفت الأنظار، يختار كثير من الناس هذه الاستراتيجية، وذلك حتى يثبتوا أمام الجميع أنهم الأكثر تعاسة، أو الأكثر اضطهاداً، أو الأكثر تعرضاً للأذى، أو حتى الأكثر شراً!

يخشی کثیر من الناس قبول تواضع الحال لأنهم يظنون أن قبوله سيؤدي بهم إلى عدم إنجاز أي شيء، وإلى عدم تحقيق أي تقدم، ويخشون أن تصير حياتهم كلها غير ذات معنى في نظر أي إنسان.

هذا نوع خطر من التفكير، فما أن تقبل فرضية أن الحياة لا تصير ذات قيمة إلا إذا كانت مرموقة أو عظيمة، حتى يصير معنى هذا أنك تقبل من حيث الأساس حقيقة أن معظم بني البشر فاشلون لا قيمة لهم (بمن فيهم أنت).
ومن الممكن أن تتحول هذه الذهنية تحولاً سريعاً إلى شيء خطير عليك وعلى الآخرين.

وأما الأشخاص النادرون الذين يصيرون استثنائيين حقا في شيء ما، فهم لا يفعلون هذا لأنهم يرون أنفسهم استثنائيين. على العكس تماماً: إنهم يصيرون أشخاصاً مدهشين لأنهم مسكونون بهاجس تطوير أنفسهم وتحسينها. وينبع هذا الهاجس من قناعة راسخة لديهم بأنهم ليسوا عظماء على الإطلاق في حقيقة الأمر، هذا نقیض الشعور الزائد بالاستحقاق. والناس الذين يصيرون عظماء في شيء ما يصيرون عظماء لأنهم يفهمون أنهم لو يكونوا كذلك في الأصل… إنهم عاديون، متواضعو الحال، متوسطون… لكنهم يرون أنهم قادرون على أن يكونوا أحسن من ذلك.

اليس هذا الكلام كله عن أن “كل إنسان يستطيع أن يكون استثنائياً وأن يحقق أشياء عظيمة” إلا تلاعباً بالأنا لديك. إنها رسالة لذيذة الطعم عند ابتلاعها لكنها ليست في حقيقة الأمر إلا طعاماً خالياً من الحریرات يجعلك بدينا منتفخاً من الناحية العاطفية الانفعالية… إنه اشطيرة ماكدونالدز الضخمة اللفظية من أجل تغذية قلبك وعقلك.

مفتاح صحتك العقلية هو (تماماً مثل مفتاح صحتك الجسدية) تناول ما يلزمك من خضار… أي قبول حقائق الحياة العادية: حقائق من قبيل “أفعالك ليست لها في واقع الأمر أهمية كبرى على مسار الأشياء العام” و “الشطر الأعظم من حياتنا سيكون مملاً ليس فيه ما يلفت الأنظار إلا أن هذا شيء لا بأس فيه”. ستجد طعم هذا الطبق من الخضار رديئا أول الأمر. ستجده رديئاً جداً. وسوف تحاول أن تتجنب قبوله.

لكنك لن تلبث أن تهضم هذا الطبق فيستيقظ جسدك في الصباح التالي وهو يشعر بمزيد من القدرة والحيوية. وعلى الأقل، ستجد أن ذلك الضغط الدائم الذي يدفعك إلى أن تكون شيئا مدهشاً، إلى أن تكون شيئا كبيراً، قد انزاح عن ظهرك. وسوف يتبدد الضغط النفسي والقلق الناجمان عن شعورك الدائم بعدم الجدارة وبالحاجة الدائمة إلى إثبات نفسك. ثم إن معرفتك بوجودك الدنيوي، وقبولك لهذا الوجود، تحررك حتى تتمكن من إنجاز ما أنت راغب حقا في إنجازه من غير تأثر بأحكام الآخرين ومن غير توقعات كبيرة لا أساس لها.

وسوف يصير لديك تقدير متنامٍ لتجارب الحياة الأساسية: مسرّة الصداقة البسيطة، ومسرة ابتكار شيء ما أو مساعدة شخص في ضيق أو قراءة كتاب جيد أو الضحك مع شخص يهمك أمره. هل تبدو هذه الأشياء مضجرة؟ لأنها أشياء عادية. لكن، لعلها عادية السبب وجيه تماماً: هي عادية لأنها كل ما له أهمية حقا!”

التصنيفات :السجل الوراثي